الأسدي أول أصحاب الحسين. ثم انصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه وارتفعت الغبرة فإذا هم به صريع فمشى إليه الحسين فإذا به رمق فقال رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عز على مصرعك يا مسلم ابشر بالجنة، فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب: لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين قال: بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله وأهوى بيده إلى الحسين ان تموت دونه، قال: أفعل ورب الكعبة، قال فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم.
(١٣٧)