عليهم حصين بن تميم، وخرج إليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه
ولما ورد مسلم بن عقيل إلى الكوفة ونزل دار المختار واخذت الشيعة تختلف إليه قام فيهم جماعة من الخطباء تقدمهم عابس الشاكري وثناه حبيب فقام وقال لعباس بعد خطبته: رحمك الله لقد قضيت ما في نفسك بواجز من القول. وانا والله الذي لا اله الا هو لعلي مثل ما أنت عليه.
قالوا: وجعل حبيب ومسلم يأخذ ان البيعة للحسين " ع " في الكوفة حتى إذا دخل عبيد الله بن زيادالكوفة وخذل أهلها عن مسلم وفر أنصاره حبسهما عشائهما وأخفياهما، فلما ورد الحسين " ع " كربلا خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا إليه.
وروى ابن أبي طالب: ان حبيبا لما وصل إلى الحسين (ع) ورآى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين " ع ": ان هيهنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله ان يهديهم ويدفع بهم عنك.
فأذن له الحسين " ع " فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم، وقال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما اتى به رائد قومه، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة المؤمنين، وقد أطافت به أعداءه ليقتلوه، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله فيه، فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة، وقد خصصتكم بهذه الكرامة لأنكم قومي وبنو أبي، وأقرب الناس مني رحما، فقام