قال القمي: وقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، قد ظفرنا بالقوم وبغينا، والله ما أفلح قوم قط بغوا!
ووافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي، فقال أبو سفيان: أين تريد؟ قال:
المدينة لأمتار لأهلي طعاما. قال: هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم أن حلفاءنا وموالينا من الأحابيش قد وافوا حتى يرجعوا عنا، ولك عندي عشرة قلايص (من الإبل) أملؤها زبيبا (وتمرا؟!) قال: نعم.
فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد فقال لأصحاب محمد: أين تريدون؟
قالوا: قريشا. قال: ارجعوا، فإن قريشا قد أجنحت إليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم، وما أظن [الا أن] أوائل القوم قد طلعوا عليكم الساعة! فقالوا:
حسبنا الله ونعم الوكيل (1).