قال القمي في تفسيره فلما كان على ليلة من بدر (1) بعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء (2)، يتجسسان خبر العير. فأتيا ماء بدر، وأناخا راحلتيهما، وسمعا جاريتين قد تشبثت إحداهما بالأخرى تطالبها بدرهم كان لها عليها، فقالت الأخرى: عير قريش نزلت أمس في موضع كذا وكذا (3)، وهي تنزل غدا هاهنا وأنا أعمل لهم وأقضيك.
فرجع (الرجلان) إلى رسول الله فأخبراه بما سمعا (4).
وأقبل أبو سفيان بالعير، فلما شارف بدرا تقدم العير وأقبل وحده حتى انتهى إلى ماء بدر، وكان بها رجل من جهينة يقال له: كشد الجهني (5) فقال له: يا كشد، هل لك علم بمحمد وأصحابه؟ قال: لا. قال: واللات والعزى لئن كتمتنا أمر محمد فلا تزال قريش معادية لك آخر الدهر، فإنه ليس أحد من قريش الا وله في هذه العير شئ فصاعدا، فلا تكتمني.
فقال (كشد): والله ما لي علم بمحمد، وما بال محمد وأصحابه بالتجار؟!