الشاعر، لا إلى تعلم ذلك العلم، ولا يحتاج أحدهما في ذلك أن يأخذ عن صاحبه.
اثر ابن طباطبا فيمن جاء بعده وظهرت آراء ابن طباطبا، وبدا اثره فيمن جاء بعده من النقاد.
أ فرأينا المرزباني في كتابه الموشح يروى آراءه في الشعر، وقد ينقل عنه عدة صفحات متوالية.
ب وأما صلته بأبي هلال العسكري صاحب الصناعتين، فقد رأيناه ينقد بعض شعره، كقوله:
فيا لائمي، دعني أغالي بقيمتي فقيمة كل الناس ما يحسنونه ج ونجد المرزوقي في مقدمته لشرح الحماسة ينقل بعض آرائه.
موافقا لها، كنقله رأيه في أن الشهر هو ما ان عرى من معنى بديع لم يعر من حسن الديباجة، وما خالف هذا فليس بشعر.
د ويشارك ابن خلدون ابن طباطبا رأيه في تربية الذوق الأدبي إذ يرى وسيلة ذلك مخالطة كلام العرب، فبها تحصل الملكة لتذوق الكلام، ويستعان على نظمه.
ه ووجدنا صدى لآرائه في طريقة نظم الشعر، وضرورة تثقيفه وتنقيحه عند ابن أبي الإصبع المصري، فرأيناه يوصي الراغب في نظم القريض ان يحصل المعنى قبل اللفظ، وأن يعمل الأبيات مفرقة بحسب ما يجود بها الخاطر. ثم ينظمها بعدئذ.
(و) ويظهر ان آراء ابن طباطبا كان لها صدى في أوساط النقد الأدبي وكان كثير من العلماء يحتجون بها، وكان بعض النقاد يعارض بعضها ويخطئه. وقد رأينا صدى ذلك في كتاب ألفه الآمدي في اصلاح ما في عيار الشعر، ابن طباطبا، كما حدثنا بذلك ابن النديم في كتابه:
الفهرست:
ولسنا ندري ماخذ الآمدي على الناقد العلوي، لأن الكتاب لم يرد الينا. ولسنا ندعى ان آراء ابن طباطبا في النقد الأدبي وانتاج الشعر صحيحة كلها، ولكننا نقول انها آراء جديرة بالنعام النظر والعناية.
وبعد فهذه دراسة لناقد عربي مضى عليه أكثر من ألف عام، ولا تزال لآرائه جدتها وحيويتها، ولها مكانتها في مجال المناقشة والموازنة بين ما اهتدى اليه الآباء منذ القدم، وما وصلنا إليه في العصر الحديث.
أشعاره قد سمعت قول ابن خلكان انه له ديوان شعر وقد رآه، وفي معجم الأدباء عن حمزة بن الحسن الأصبهاني أنه قال ذكر عنه حكايات منها ما حدثني به أبو عبد الله بن أبي عامر قال من توسع أبي الحسن في اتي القول وقهره لأبيه ان أبا عبد الله فتى أبي الحسين محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي البغل كانت به لكنة شديدة حتى كان لا يجري على لسانه حرفان من حروف العجم الراء والكاف فيقلب الراء غينا والكاف همزة فإذا أراد أن يقول كركي يقول أ ع إ ي وإذا أراد أن يقول كركرة يقول (أ ع أ غة) وينشد للأعشى قالت أغي غجلا في افه اتف يريد قالت أرى رجلا في كفه كتف فعمل أبو الحسن قصيدة في مدح أبي الحسين حذف منها حرفي لكنة الحسين ولقنه حتى رواها لأبيه أبي الحسن وقال أبو الحسن والله انا أقدر على أبي الكلام من واصل بن عطاء والقصيدة:
يا سيدا دانت له السادات * وتتابعت في فعله الحسنات وتواصلت نعماؤه عندي فلي * منه هبات خلفهن هبات نعم ثنت عني الزمان وخطبه * من بعد ما هيبت له غدوات فأدلت من زمن منيت بغشمه * أيام للأيام بي سطوات فلميت آمالي لديه حياته * ولحاسدي نعمي يديه ممات أو ليتني مننا تجل وتعتلي * عن أن يحيط بوصفهن صفات عجنا عن المدح التي استحققتها * والله يعلم ما تعي النيات يا ماجدا فعل المحامد دينه * وسماحه صوم له وصلاة فيبيت يشفع راجيا بتطوع * منه وقد غشي العيون سبات فالجود مثل قيامه وسجوده * إن قيس والتسبيح منه عدات ما زال يلفي جائدا أو واعدا * وعدا تضايق دونه الأوقات ليمينه بالنجح عند عفاته * في ليل ظنهم البهيم ثبات ذو همة علوية توفي على ال * جوزاء تسقط دونها الهمات تنأى عن الأوهام إلا أنها * تدنو إذا نيطت بها الحاجات وعزيمة مثل الحسام مصونة * عن أن يفل به الزمان شباة فإذا دها خطب مهم أيد * خلي العداة وجمعهم أشتات لأبي الحسين سماحة لو أنها * للغيث لم تجدب عليه فلاة وله مساع في العلا عدد الحصى * في طي من جلها مسعاة كحيا السحاب على البقاع سماحة * وله على عافي نداه سمات يحيي بنائله نفوسا مثلما * يحيا بجود الهاطلات نبات شاد العلاء أبو الحسين وحازه * عن سادة هم شائدون بنات سباق غايات تقطع دونها * سباقها إن مدت الحلبات فإذا سعوا نحو العلا وسعى لها * متمهلا حيزت له القصبات مستوفز عند السماح وإن تقس * أحدا به في الحلم قلت حصاة طود يلوذ به الزمان وعنده * لجميع أحداث الزمان أداة بيمينه قلم إذا ما هزه * في أوجه الأيام قلت قناة في سنه بأس السنان وهيبة السيف * الحسام وقد حوته دواة سحبان عيا وهو عيا بأقل * عجل إلى النجوى وفيه أناة وسنان إلا أنه متنبه * يقظان منه الزهو والأجنات لم يخط في ظلمات ليس مداده * إلا انجلت عنا به الظلمات وأبو علي أحمد بن محمد * قد نمقت عني لديه هنات فتقاعست دوني عوائد فضله * وسعت سعاة بيننا وعداة فاقتله عن طول العقوق وهزه * فله لدى فعل العلا هزات والله ما شاني المديح وبذله * لمؤمل ليمينه نفحات إلا مجازاة لمن أضحت له * عندي يد أغذي بها وأقات