إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١٠ - الصفحة ٨٧
لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأب فيها (1) قائما وقاعدا ومن برئ عن العباد مكائدا (2) فأخذهما عمار وجعل يرتجز هما.
قال ابن إسحاق وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب حتى بنى له مسجده ومساكنه ثم انتقل إلى مساكنه من بيت أبي أيوب (3).
قال فأقام بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول إلى سفر من السنة الداخلة حتى بنى له فيها مسجده ومساكنه.
وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب وكان المسجد مربدا للتمر لغلامين يتيمين من بني النجار في حجر أسعد بن زرارة لسهل وسهيل ابني عمرو وزعموا أنه كان رجال من المسلمين يصلون في ذلك المربد قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال بل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فابتناه مسجدا فطفق هو وأصحابه ينقلون اللبن ويقولون وهو ينقل اللبن مع أصحابه -:
هذا الحمال لا حمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر ويقول:
اللهم لا خير إلا خير الآخرة * فارحم الأنصار والمهاجرة وقال البلاذري وكان مربدا ليتيمين في حجر أسعد بن زرارة (4) وفيه جدار كان أسعد بناه تجاه بيت المقدس وكان يصلى إليه بمن أسلم قبل قدوم مصعب بن عمير ثم صلى بهم إليه مصعب.

(١) كذا في (الأصل) وفي (ابن هشام) فيه.
(٢) هذه الشطرة من (الأصل) فقط.
(٣) (سيرة ابن هشام): ٣ / ٢٦ - ٢٧.
(٤) هو أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك من النجار أبو أمامة الأنصاري الخزرجي قديم الإسلام شهد العقبتين وإن نقيبا على قبيلته ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه ويقال إنه أول من بايع ليلة العقبة.
وقال الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن حبيب عن عبد الرحمن قال:
خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد القيس إلى مكة يتنافران إلى عقبة بن ربيعة فسمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فعرض عليهما الإسلام وتلي عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا عتبة ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام المدينة.
وأما ابن إسحاق فقال إن أسعد إنما أسلم في العقبة الأولى مع النفر والستة فالله أعلم.
وقال ابن إسحاق شهد العقبة الأولى والثانية والثالثة وروى أبو داود والحاكم من طريق عبد الرحمن بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان استغفر لأسعد بن زرارة الحديث وفيه كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة قبل مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وسم في حرة بني بياضة في نقيع الخضمات وذكر الواقدي أنه مات على رأس تسعة أشهر من الهجرة ورواه الحاكم في (المستدرك) من طريق الواقدي عن ابن أبي الرجال فيه فجاء بنو النجار فقالوا يا رسول الله مات نقيبا فنقب علينا فقال إنا نقيبكم وقد اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست