المدينة على بيت المقدس واحتجوا ونحوا فيه بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ميتا فقال: دفن في التربة التي خلق منها قالوا: والنبي صلى الله عليه وسلم دفن بالمدينة فمن تربتها خلق وهو أفضل الخلق فهي أفضل البقاع وهذا حديث روي من طريقين إحديهما فيها محمد بن الحسن بن زبالة عن أنيس بن يحيى مرسل والأخرى من رواية أبي خالد عن يحيى البكاء فأما محمد بن الحسن بن زبالة القرشي المخزومي المدني أحد المكثرين الضعفاء روى عن أسامة بن زيد وسعيد بن أبي سعيد المقبري ومالك بن أنس ومحمد بن جعفر بن أبي كثير وخلائف وحدث عنه أبو خيثمة وأحمد بن صالح والزبير بن بكار وجماعة أسقطوه لحديثه عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة حديث فتحت البلاد بالسيف وفتحت المدينة بالقران وبغير هذا من الحديث قال: أبو داود كذاب وقال ابن معين: والله ما هو ثقة وقال البخاري: عنده مناكير قال ابن معين: كان يسرق الحديث وقال النسائي:
وغيره متروك وقال أبو حاتم: واهي الحديث وليس بمتروك وما أبه حديثه بحديث عمر بن أبي بكر الموصلي والواقدي ويعقوب بن محمد الزهري وعبد العزيز بن عمران وقال ابن حزم: هو ساقط بالجملة قال فيه يحيى:
ليس بالثقة وهو بالجملة متفق على اطراحه وأما أنيس بن يحيى فقال ابن حزم : ولا ندري من أنيس بن يحيى وأما أبو خالد فهو مجهول عن يحيى البكاء واختلف في اسم أبيه فقيل: مسلم وقيل: سليم وقيل يحيى بن أبي خليد أبو مسلم وقيل: أبو سلم وقيل: أبو الحكم يروى عن أبي عمرو عن السعيد بن المسيب وأبي العالية وغيره ويروي عنه عبد الوارث بن سعيد وعلي بن عاصم وجماعة قال أحمد: ليس بثقة وقال ابن معين: ليس بذلك وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال أبو حاتم: شيخ وقال النسائي متروك الحديث وقال ابن عدي ويحيى البكاء هذا ليس بذلك المعروف وليس له كثير رواية فبهذا قد تبين ضعف الحديث بل قال فيه ابن حزم: وهذا خير موضوع ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنها قد دفن فيها المنافقون ودفن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وداود وسليمان في الشام ولا يقول: مسلم من أجل ذلك أن الشام أفضل من مكة وفي حديث محمد بن الحسن ابن زبالة عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه