لكبره وحسنه فسقط من يده في شعراء بانياس وهي كثيرة الأشجار ملتفة الأغصان فلما أبعد عن المكان الذي ضاع فيه علم به فأعاد أصحابه في طلبه ودلهم على المكان الذي كان آخرهم عهده به فيه وقال أظنه هناك سقط فعادوا إليه فوجوده فقال بعض الشعراء الشاميين أظنه ابن منير يمدحه ويهنئه بهذه الغزاة ويذكر الجبل الياقوت:
(إن يمتر الشكاك فيك بأنك المهدي * مطفي جمرة الدجال) (فلعودة الجبل الذي أضللته * بالأمس بين غياطل وجبال) (لم يعطها إلا سليمان وقد * نبت الربا بموشك الأعجال) (فلو البحار السبعة استهوينه * وأمرتهن قذفنه في الحال) ولما فح الحصن كان معه ولد معين الدين أنز الذي سلم بانياس إلى الفرنج فقال له للمسلمين بعد الفتح فرحة واحدة ولك فرحتان فقال كيف ذاك قال لأن اليوم برد الله جلد والدك من نار جهنم.
ذكر أخذ الأتراك غزنة من ملكشاه وعوده إليها في هذه السنة قصد بلاد غزنة الأتراك المعروفون بغز ونهبوها وخربوها وقصدوا غزنة وبها ملكشاه بن خسروشاه المحمودي فعلم أنه لا طاقة له بهم ففارقها وسارا إلى مدينة لهاوور وملك الغز مدينة