وعسكره بالكسوة. فسار إليهم مجدا وقدم بجموعه عليهم فلما علموا بقربه منهم دخلوا إلى السواد وهو من أعمال دمشق أيضا ولحقهم المسلمون فتخطفوا من ساقتهم ونالوا منهم وسار نور الدين فنزل غي عشترا وسير منها سرية إلى أعمال طبرية فشنوا الغارات عليها فنهبوا وسبوا وأحرقوا وخربوا فسمع الفرنج ذلك فرحلوا إليهم ليمنعوا عن بلدهم فلما وصلوا كان قد فرغ المسلمون من نهبهم وغنيمتهم وعادوا وعبروا النهر.
وأدركهم الفرنج فوقف مقابلهم شجعان المسلمين وحماتهم فقاتلوهم فاشتد القتال وصبر الفريقان الفرنج يرومون أن يلحقوا الغنيمة فيردوها والمسلمون يريدون أن يمنعوهم عنها لينجو بها من قد سار معها فلما طال القتال بينهم وأبعدت الغنيمة وسلمت مع المسلمين عاد الفرنج ولم يقدروا [أن] يستردوا منها شيئا.
ذكر مسير شمس الدولة إلى بلد النوبة في هذه السنة في جمادى الأولى سار شمس الدولة تورانشاه بن أيوب أخو صلاح الدين الأكبر من مصر إلى بلد النوبة فوصل إلى أول بلادهم ليتغلب عليه ويملكه.
وكان سبب ذلك أن صلاح الدين وأهله كانوا يعلمون أن نور الدين كان على عزم الدخول إلى مصر فاستقر الرأي بينهم أنهم يتملكون إما بلاد النوبة أو بلاد اليمن حتى إذا وصل إليهم نور الدين لقوه وصدوه