ذكر غزو ابن عبد المؤمن الفرنج بالأندلس في هذه السنة جمع أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عساكره وسار من إشبيلية إلى الغزو فقصد بلاد الفرنج ونزل على مدينة رندة وهي بالقرب من طليطلة شرقا منها وحصرها واجتمعت الفرنج على ابن الفنش ملك طليطلة في جمع كثير فلم يقدموا على لقاء المسلمين.
فاتفق أن الغلاء اشتد على المسلمين وعدمت الأقوات عندهم وهو في جمع كثير فاضطروا إلى مفارقة بلاد الفرنج فعادوا إلى إشبيلية وأقام يعقوب بها سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وهو على ذلك يجهز العساكر ويسيرها إلى بلاد الفرنج في كل وقت فكان له فيها عدة وقائع وغزوات ظهر فيها للعرب من الشجاعة ما لا يوصف وصار الفارس من العرب يبرز بين الصفين ويطلب مبارزة الفارس المشهور من الفرنج فلا يبرز إليه أحد ثم عاد أبو يعقوب إلى مراكش.
ذكر نهب نهاوند في هذه السنة نهب عسكر شملة نهاوند وسبب ذلك أن شملة كان أيام إيلدكز لا يزال يطلب منه نهاوند لكونها مجاورة بلاده ويبذل فيها الأموال فلا يجيبه إلى ذلك فلما مات إيلدكز وملك بعده ولده محمد البهلوان وسار إلى أذربيجان لإصلاحها نفذ شملة ابن أخيه ابن سنكا لأخذ نهاوند