وكان ابن ردمير في اثني عشر ألف فارس فاحتقر جميع الواصلين من المسلمين فقال لأصحابه اخرجوا وخذوا هذه الهدية التي أرسلها المسلمون إليكم وأدركه العجب ونفذ قطعة كبيرة من جيشه فلما قربوا من المسلمين حمل عليهم ابن عياض وكسرهم ورد بعضهم على بعض وقتل فيهم والتحم القتال وجاء ابن ردمير بنفسه وعساكره جميعا مدلين بكثرتهم وشجاعتهم فحمل ابن غانية وابن عياض في صدورهم واشتد الأمر بينهم وعظم القتال وكثر القتل في الفرنج وخرج في الحال أهل أفراغة جميعهم ذكرهم وأنثاهم صغيرهم وكبيرهم إلى خيام الفرنج فاشتعل الرجال بقتل من وجدوا في العسكر واشتغل النساء بالنهب وحملوا جميع ما وجدوه هناك إلى المدينة من قوت وعدد وآلات وسلاح وغير ذلك.
وبينما المسلمون والفرنج في القتال إذ وصل إليهم الزبير في عسكره فانهزم ابن ردمير وعسكره ولم يسلم منهم إلا القليل ولحق ابن ردمير بمدينة سرقسطة فلما رأى ما قتل من أصحابه مات مفجوعا بعد عشرين يوما من الهزيمة وكان أشد ملوك الفرنج بأسا وأكثرهم تجردا لحرب المسلمين وأعظمهم صبرا كان ينام على طارقته بغير وطاء وقيل له هلا تسريت من بنات أكابر المسلمين اللاتي سبيت منهم فقال الرجل المحارب ينبغي أن يعاشر الرجال لا النساء وأراح الله منه وكفى المسلمين شره.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة في شعبان زلزلت الأرض بالعراق والموصل وبلاد الجبل وغيرها وكانت الزلزلة شديدة وهلك فيها كثير من الناس والله أعلم.