ذكر عبور الخطا جيحون والحرب بينهم وبين خوارزمشاه في هذه السنة عبر الخطا نهر جيحون يريدون خوارزم فسمع صاحبها خوارزم شاه أرسلان بن أتسز فجمع عساكره وسار إلى أمرية ليقاتلهم ويصدهم فمرض وأقام بها وسير بعض جيشه مع أمير كبير إليهم فلقيهم فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الخوارزميون وأسر مقدمهم ورجع به الخطا إلى ما وراء النهر وعاد خوارزمشاه إلى خوارزم مريضا.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة اتخذ نور الدين بالشأن الحمام الهوادي وهي التي يقال لها المناسيب وهي تطير من البلاد البعيدة إلى أوكارها وجعلها في جميع بلاده وسبب ذلك أنه لما اتسعت بلاده وطالت مملكته وعرضت أكنافها وتباعدت أوائلها عن أواخرها ثم إنها جاورت بلاد الفرنج وكانوا ربما نازلوا حصنا من ثغوره فإلى أن يصل الخبر ويصل إليهم [يكونون] قد بلغوا غرضهم منه أمر بالحمام ليصل الخبر اليه في يومه، وأجرى الجرايات على المرتبين لحفظها وإقامتها فحصل منها الراحة العظيمة والنفع الكبير للمسلمين.
وفيها عزل الخليفة المستضيء بأمر الله وزيره عضد الدين أبا الفرج ابن رئيس الرؤساء لأن قطب الدين قايماز ألزمه بعزله فلم يمكنه مخالفته.
وفيها مات أبو محمد عبد الله بن أحمد الخشاب اللغوي وكان قيما