(من منكر أن ينسف الليل الربا * وأبوه ذاك العارض المداد) (أو أن يعيد الشمس كاسفة السنا * نار لها ذاك الشهاب زناد) (لا ينفع الآباء ما سمكوا من * العلياء حتى يرفع الأولاد) وهي طويلة.
ذكر وفاة خوارزم شاه أتسز وغيره من الملوك في هذه السنة تاسع جمادى الآخرة توفي خوارزم شاه أتسز بن محمد بن أنوشتكين وكان قد أصابه فالج فتعالج منه فلم يبرأ فاستعمل أدوية شديدة الحرارة بغير أمر الأطباء فاشتد مرضه وضعفت قوته فتوفي وكان يقول عند الموت: (ما أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه). وكانت ولادته في رجب سنة تسعين وأربعمائة.
ولما توفي ملك بعده ابنه أرسلان فقتل نفرا من أعمامه وسمل أخا له فمات بعد ثلاثة أيام وقيل بل قتل نفسه.
وأرسل إلى السلطان سنجر وكان قد هرب من أسر الغز على ما نذكره ببذل الطاعة والانقياد فكتب له منشورا بولاية خوارزم وسير الخلع له في رمضان فبقي في ولايته ساكنا آمنا.
وكان أتسز حسن السيرة كافا عن أموال رعيته منصفا لهم محبوبا لهم مؤثرا للاحسان والخير إليهم وكان الرعية معه بين أمن غامر وعدل شامل.
وفي سابع عشر الشهر المذكور توفي أبو الفوارس بن محمد بن أرسلان