فسمعوا بوصول الفرنج فرجع وحصر مدينة المرية وهي للفرنج عدة شهور فاشتد الغلاء في العسكر وعدمت الأقوات فرحلوا عنها وعادوا إلى إشبيلية فأقاموا بها.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة فلي ربيع الآخر توفي العبادي الواعظ واسمه المظفر بن اردشير بخوزستان وكان الخليفة المقتفي لأمر الله قد سيره في رسالة إلى الملك محمد بن السلطان محمود ليصلح بينه وبين بدر الحويزي فتوفي هناك وجلس ولده ببغداد للعزاء وأقيم بحاجب من الديوان العزيز.
وكان ابنه يجلس ويعظ ويذكر والده ويبكي هو والناس كافة ونقل العبادي إلى بغداد ودفن بالشونيزي ومولده سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وسمع الحديث من أبي بكر السروي وزاهر الشحامي وغيرهما، ورواه.
وفيها انفجر بثق النهروان الذي أتمه بهروز بكثرة الزيادة في تامرا وإهمال أمرها حتى عظم ذلك وتضرر به الناس.
وفيها سار الأمير قجق في طائفة من عسكر السلطان سنجر إلى طريثيت بخراسان وأغار على بلاد الإسماعيلية فنهب وسبى وخرب وأحرق المساكن وفعل بهم أفاعيل عظيمة وعاد سالما.