ويزيله عن السلطنة؛ وهو يغالط ولا يفعل فسار السلطان سنجر إلى الري فلما علم السلطان مسعود بوصوله سار إليه وترضاه واستنزله عما في نفسه فسكن وكان اجتماعهما سنة أربع وأربعين [خمسمائة] على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
ذكر انهزام الفرنج بيغرى في هذه السنة هزم نور الدين محمد بن زنكي الفرنج بمكان اسمه يغرى من أرض الشام وكانوا قد تجمعوا ليقصدوا أعمال حلب ليغيروا عليها فعلم نور الدين فسار إليهم في عسكره فالتقوا بيغرى واقتتلوا قتالا شديدا أجلت المعركة عن انهزام الفرنج وقتل كثير منهم وأسر جماعة من مقدميهم ولم ينج من ذلك الجمع إلا القليل وأرسل من الغنيمة والأسارى إلى أخيه سيف الدين وإلى الخليفة ببغداد وإلى السلطان مسعود وغيرهم.
وفي هذه الوقعة يقول ابن القيسراني في قصيدته التي أولها:
(يا ليت أن الصد مصدود * أو لا فليت النوم مردود) ومنها ما هو في ذكر نور الدين:
(وكيف لا يثنى على عيشنا المحمود * والسلطان محمود) (وصارم الإسلام لا ينثني * إلا وشلو الكفر مقدود) (مكارم لم تك موجودة * إلا ونور الدين موجود) (وكم له من وقعة يومها * عند الملوك الكفر مشهود)