خوارزم شاه عساكره وتحصن بالمدينة ولم يخرج منها لقتال لعلمه أنه لا يقوى لسنجر.
وكان القتل يجري بين الفريقين من وراء السور فاتفق [في] يوم من بعض الأيام [أن] هجم أمير من أمراء سنجر اسمه سنقر على البلد من جانب الغربي فلم يبق غير ملكه قهرا وعنوة وكان مثقال التاجي هجم من الشرق فانهزم مثقال عند البلد وبقي سنقر وحده في البلد فقوي عليه خوارزم شاه أتسز فأخرجه من البلد وبقي سنجر وحده واشتد في حفظه فلما رأى السلطان قوه البلد وامتناعه عزم على العود إلى مرو ولم يمكنه من غير قاعدة تستقر بينهما فاتفق أن خوارزم شاه أرسل رسلا يبذل المال والطاعة والخدمة ويعود إلى ما كان عليه من الانقياد فأجابه إلى ذلك واصطلحا، وعاد سنجر إلى مرو وأقام خوارزم شاه بخوارزم.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة سير أتابك زنكي عسكر إلى مدينه عانه من أعمال الفرات فملكوها.
وفيها في المحرم توفي أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنباطي الحافظ ببغداد ومولده سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وفيها توفي أبو الفتوح محمد بن الفضل بن محمد الأسفرايني الواعظ من أهل اسفراين من خراسان وأقام مدة ببغداد يعظ وسار إلى خراسان، فمات ببسطام، وكان إماما فاضلا صالحا، وكان بينه وبين علي الغروي تحاسد،