وهي قصيدة طويلة ومن عجيب ما يحكى أن ملك الروم لما عزم على حصر شيزر سمع من بها ذلك، فقال الأمير مرشد بن علي صاحبها وهو يفتح مصحفا: اللهم بحق من أنزلته عليه إن قضيت بمجيء ملك الروم فاقبضني إليك! فتوفي بعد أيام.
ذكر الحرب بين السلطان مسعود والملك داود ومن معه من الأمراء لما فارق الراشد بالله أتابك زنكي من الموصل سار نحو أذربيجان فوصل مراغة وكان الأمير منكبرس صاحب فارس ونائبه بخوزستان الأمير بوزابة، والأمير عبد الرحمن طغايرك خلخال، والملك داود بن السلطان محمود، مستشعرين من السلطان [مسعود]، خائفين منه، فتجمعوا ووافقوا الراشد على الاجتماع لتكون أيديهم واحدة ويردوه إلى الخلافة فأجابهم إلى ذلك إلا أنه لم يجتمع معهم.
ووصل الخبر إلى السلطان مسعود وهو ببغداد باجتماعهم فسار عنها في شعبان نحوهم فالتقوا ببنجن كشت فاقتتلوا فهزمهم السلطان مسعود وأخذ الأمير منكبرس أسيرا فقتل بين يديه صبرا وتفرق عسكر مسعود في النهب واتباع المنهزمين.
وكان بوزابة وعبد الرحمن طغايرك على نشز من الأرض فرأيا السلطان