دنانير وتجري لهم كل شهر دنانير قال فقلت له قد قلت للرجل حتى يجيء إلي فازداد فرحا وفعلت بالرجل ما قال ولم يزل يصل إليه رسمه حتى قبض وله من هذا كثير فمن ذلك أنه تصدق بثيابه من على بدنه في بعض السنين التي تعذرت الأقوات فيها.
ذكر اجلاء القارغلية من وراء النهر كان خان خانان الصيني ملك الخطا قد فوض ولاية سمرقند وبخارا إلى الخان جغري خان بن حسن تكين واستعمله عليهما وهو من بيت الملك قديم الأبوة فبقي فيها مدبرا لأمرها فلما كان الآن أرسل إليه ملك الخطا بإجلاء الأتراك القارغلية من أعمال بخارا وسمرقند إلى كاشغر وأن يتركوا حمل السلاح ويشتغلوا بالزراعة وغيرها من الأعمال فتقدم جغري خان إليهم بذلك فامتنعوا فألزمهم وألح عليهم بالانتقال فاجتمعوا وصارت كلمتهم واحدة فكثروا وساروا إلى بخارا فأرسل الفقيه محمد بن عمر بن برهان الدين عبد العزيز بن مازة رئيس بخارا إلى جغري خان يعلمه ابن مازة يقول لهم إن الكفار ذلك ويحثه على الوصول إليهم بعساكره قبل أن يعظم سره وينهبوا البلاد.
وأرسل إليهم بالأمس لما طرقوا هذه البلاد امتنعوا عن النهب والقتل وأنتم مسلمون غزاة يقبح بكم مد الأيدي إلى الأموال والدماء وأنا أبذل لكم من الأموال ما ترضون به لتكفوا عن النهب والغارة فترددت الرسل بينهم في تقرير القاعدة وابن مازة يطاول بهم ويمادي الأيام إلى أن وصل جغري خان فلم يشعر الأتراك القارغلية