خوارزم شاه بذلك أرسل إلى المناهل التي في البرية فألقى فيها الجيف والتراب بحيث لا يمكن الانتفاع بها.
فلما توسط المؤيد البرية طلب الماء فلم يجده خوارزمشاه إليه وهو على تلك الحال ومعه الماء على الجمال فأحاط به فأما عسكره فاستسلموا بأسرهم وجئ بالمؤيد أسيرا إلى خوارزمشاه فأمر بضرب عنقه فقال له يا مخنث هذا فعال الناس فلم يلتفت إليه وقتله وحمل رأسه إلى خوارزم.
فلما قتل ملك نيسابور ملك ما كان له ابنه طغان شاه فلما كان من قابل جمع خوارزمشاه عساكره وسار إلى نيسابور فحاصرها وقاتلها فتبعه طغان شاه وأخذه وزوجه أخته وحمله معه إلى خوارزم وملك نيسابور وما كان لطغان شاه وقوي أمره.
هذا الذي ذكره في هذه الرواية مخالف لما تقدم ولو أمكن الجمع بين الروايتين لفعلت فإن أحدهما قد قام ما أخره الآخر فلها أوردنا جميع ما قالاه ولبعد البلاد عنا لم نعلم أي القولين أصح لنذكره ونترك الآخر وإنما أوردتها في موضع واحد لأن أيام سلطان شاه لم تطل له ولأعقابه حتى تتفرق على السنين فلهذا أوردتها متتابعة.
ذكر غارة الفرنج على بلد حوران وغارة المسلمين على بلد الفرنج في هذه السنة في ربيع الأول اجتمعت الفرنج وساروا إلى بلد حوران من أعمال دمشق للغارة عليه وبلغ الخبر إلى نور الدين وكان قد برز ونزل هو