تسع وخمسين وخمسمائة، فلما قتل قصد ابن سنكا بالبصرة ونهب قراها فأرسل من بغداد إلى كمشتكين صاحب البصرة بمحاربة ابن سنكا فقال أنا عامل لست بصاحب جيش يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر فطمع ابن سنكا واصعد إلى واسط ونهب سوادها فجمع خطلبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله.
وكاتب ابن سنكا الأمراء الذين مع خطلبرس فاستمالهم ثم قاتلهم فانهزم عسكره فقتله وأخذ ابن سنكا علم خطلبرس فنصبه فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا فجعلوا يعودون إليه وكل من رجع أخذه ابن سنكا فقتله أو أسره.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة خرج الكرج في جمع كثير وأغاروا على بلدان حتى بلغوا كنجة فقتلوا وأسروا وسبوا كثيرا ونهبوا ما لا يحصى.
وفيها توفي الحسن بن العباس بن رستم أبو عبد الله الأصفهاني الرستمي الشيخ الصالح وهو مشهور يروى عن أحمد بن خلف وغيره.
وفيها في ربيع الآخر توفي الشيخ عبد القادر ابن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم ببغداد ومولده سنة سبعين وأربعمائة وكان من الصلاح على حال وهو حنبلي المذهب ومدرسته ورباطه مشهوران ببغداد.