آلاف قتيل، ونودي فيمن بقي من وجد بعد هذا في الحلة المزيدية فقد حل دمه فتفرقوا في البلاد ولم يبق منهم بالعراق من يعرف وسلمت بطائحهم إلى ابن معروف وبلادهم.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة وقع في بغداد حريق في باب درب فراشا إلى مشرعة الصباغين من الجانبين.
وفيها في رجب توفي سديد الدولة أبو عبد الله بن عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم المعروف بابن الأنباري كاتب الإنشا بديوان الخلافة وكان فاضلا أديبا ذا تقدم كثير عند الخلفاء والسلاطين وخدم من سنة ثلاثين وخمسمائة إلى الآن في ديوان الخلافة وعاش حتى قارب تسعين سنة وهو من الشعراء المشهورين إلا أنه كثير الهجو ومن شعره:
(يا من هجرت ولا تبالي * هل ترجع دولة الوصال) (هل أطمع يا عذاب قلبي * أن ينعم في هواك بالي) (الطرف كما عهدت باك * والجسم كما ترين بال) (ما ضرك أن تعلليني * في الوصل بموعد المحال) (أهواك وأنت حظ غيري * يا قاتلتي فما احتيالي) وهي أكثر من هذا.