ألف فارس سوى الأتباع واتسع ملكه من باب تفليس إلى مكران ولم يكن للسلطان أرسلان معه حكم إنما كان له جراية تصل إليه.
وبلغ من تحكمه عليه أنه شرب ليلة فوهب ما في خزانته وكان كثيرا فلما سمع إيلدكز بذلك استعاده جميعا وقال له متى أخرجت المال في غير وجهة أخذته أيضا من غير وجهة وظلمت الرعية.
وكان إيلدكز عاقلا حسن السيرة يجلس بنفسه للرعية ويسمع شكاويهم وينصف بعضهم من بعض.
ذكر وصول الترك إلى إفريقية وملكهم طرابلس وغيرها في هذه السنة سار طائفة من الترك من ديار مصر مع قراقوش مملوك تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى جبال نفوسة واجتمع به مسعود بن زمام المعروف بمسعود البلاط وهو من أعيان الأمراء هناك وكان خارجا عن طاعة عبد المؤمن فاتفقا وكثر جميعهما ونزلا على طرابلس الغرب فحاصراها وضيقا على أهلها ثم فتحت فاستولى عليها قراقوش وأسكن أهله قصرها وملك كثيرا من بلاد إفريقية ما خلا المهدية وسفاقس وقفصة وتونس وما والاها من القرى والمواضع.
وصار مع قراقوش عسكر كثير فحكم على تلك البلاد بمساعدة العرب بما جبلت عليه من التخريب والنهب والإفساد بقطع الأشجار والثمار وغير ذلك فجمع بها أموالا عظيمة وجعلها بمدينة قابس وقويت نفسه وحديثه بالاستيلاء على جميع إفريقية لبعد أبي يعقوب بن عبد المؤمن صاحبها عنها وكان ما سنذكره إن شاء الله.