بأموالهم والاحسان لأجل صبرهم فقابل الأتراك ففعلوا ذلك وبالغوا وكان بختيار لا يملك قليلا ولا كثيرا وقد نهب البعض واخرج هو الباقي والبلاد خراب فلا تصل يده إلى اخذ شيء منها.
وأشار عضد الدولة على بختيار بترك الالتفات إليهم والغلظة لهم وعليهم ووعده انه إذا فعل ذلك توسط الحال بينهم على ما يريد فظن بختيار انه ناصح له مشفق عليه ففعل ذلك واستعفى من الامارة وأغلق باب داره وصرف كتابه وحجابه فراسله عضد الدولة ظاهرا بمحضر من مقدمي الجند يشير عليه بمقاربتهم وتطييب قلوبهم وكان أوصاه سرا ان لا يقبل منه ذلك فعمل بختيار بما أوصاه وقال لست أميرا لهم ولا بيني وبينهم معاملة وقد برئت منهم فترددت الرسل بينهم ثلاثة أيام وعضد الدولة يغريهم به الشغب يزيد، وارسل بختيار اليه يطلب نجاز ما وعده به ففرق الجند على عدة جميلة واستدعى بختيار وإخوته اليه فقبض عليهم ووكل بهم وجمع الناس واعلمهم استعفاء بختيار عن الامارة عجزا عنها ووعدهم الاحسان والنظر في أمورهم فسكنوا إلى قوله وكان قبضه على بختيار [في] السادس والعشرين من جمادى الآخرة.
وكان الخليفة الطائع لله نافرا عن بختيار لأنه كان مع الأتراك في حروبهم فلما بلغه قبضه سره ذلك وعاد إلى عضد الدولة فأظهر عضد الدولة من تعظيم الخلافة ما كان قد نسي وترك وامر بعمارة الدار والاكثار من الآلات وعمارة ما يتعلق بالخليفة وحماية أقطاعه ولما دخل الخليفة إلى بغداد