وكان مرداويج نائما فاستيقظ فصعد فنظر فرأى ذلك فسأل فعرف الحال فازداد غضبا وقال أما كفى من إخراق الحرمة ما فعلوه في ذلك الطعام وما أرجفوا به حتى انتهى أمري إلى هؤلاء الكلاب ثم سأل عن أصحاب الدواب فقيل أنها للغلمان الأتراك وقد نزلوا إلى خدمتك فأمر أن تحط السروج عن الدواب وتجعل على ظهور أصحابها الأتراك ويأخذون بارسان الدواب إلى الإسطبلات ومن امتنع من ذلك ضربه الديلم بالمقارع حتى يطيع ففعلوا ذلك بهم وكانت صورة قبيحة يأنف منها أحقر الناس.
ثم ركب هو بنفسه مع خاصته وهو يتوعد الأتراك حتى صار إلى داره قرب العشاء وكان قد ضرب قبل ذلك جماعة من أكابر الغلمان الأتراك فحقدوا عليه وأرادوا قتله فلم يجدوا أعوانا فلما جرت هذه الحادثة انتهزوا الفرصة وقال بعضهم ما وجه صبرنا على هذا الشيطان فاتفقوا وتحالفوا على الفتك به فدخل الحمام وكان كورتكين يحرسه في خلواته وحمامه فأمر ذلك اليوم أن لا يتبعه فتأخر عنه مغضبا وكان هو الذي يجمع الحرس فلشدة غضبه لم يأمر أحدا أن يحضر حراسته وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه.
وكان له أيضا خادم أسود يتولى خدمته بالحمام فاستمالوه فمال إليهم فقالوا للخادم لا تحمل معه سلاحا وكانت العادة أن يحمل معه خنجرا طوله