ثم هذا من بعده وقبض على يد أخيه أبي علي الحسن فاغتاظ منه أبو شجاع وقال لأولاده اصفعوا هذا الحكيم فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه وهو يستغيث ونحن نضحك منه ثم أمسكوا فقال لهم اذكروا لي هذا إذا قصدتكم وأنتم ملوك فضحكنا منه وأعطاه أبو شجاع عشرة دراهم.
ثم خرج من بلاد الديلم جماعة تقدم ذكرهم لتملك البلاد منهم ما كان بن كالي وليلى بن النعمان وأسفار بن شيرويه ومرداويج بن زيار وخرج مع كل واحد منهم خلق كثير من الديلم وخرج أولاد أبي شجاع في جملة من خرج وكانوا من جملة قواد ما كان بن كالي فلما كان من أمر ما كان ما ذكرناه من الاتفاق ثم الاختلاف بعد قتل أسفار واستيلاء مرداويج على ما كان بيد ما كان من طبرستان وجرجان وعود ما كان مرة أخرى إلى جرجان والدامغان وعوده إلى نيسابور مهزوما.
فلما رأى أولاد بويه ضعفه وعجزه قال له عماد الدولة وركن الدولة نحن في جماعة وقد صرنا ثقلا عليك وعيالا وأنت مضيق والأصلح لك ان نفارقك لنخفف عنك مؤنتنا فإذا صلح أمرنا عدنا إليك فأذن لهما فسارا إلى مرداويج واقتدى بهما جماعة من قواد ما كان وتبعوهما فلما صاروا إليه قبلهم أحسن قبول وخلع على بني بويه وأكرمهما وقلد كل واحد من قواد ما كان الواصلين إليه ناحية من نواحي الجبل فأما علي بن بويه فإنه قلده كرج.