القواد ثم إنهم عظمت شوكتهم ونهبوا خزائن السعيد نصر بن أحمد ودوره وقصوره واختص يحيى بن أحمد أبا بكر الخباز وقدمه وقواده وكان السعيد إذ ذاك بنيسابور وكان أبو بكر محمد بن المظفر صاحب جيش خراسان بجرجان فلما خرج يحيى وبلغ خبره السعيد عاد من نيسابور إلى بخارى، وبلغ الخبر إلى محمد بن المظفر فراسل ما كان بن كالي وصاهره وولاه نيسابور وأمره بمنعها ممن يقصدها فسار ما كان إليها وكان السعيد قد سار من نيسابور إلى بخارى وكان يحيى وكل بالنهر أبا بكر الخباز فأخذه السعيد أسيرا وعبر النهر إلى بخارى فبالغ في تعذيب الخباز ثم ألقاه في التنور الذي كان يخبز فيه فاحترق.
وسار يحيى من بخارى إلى سمرقند ثم خرج منها واجتاز بنواحي الصغانيان وبها أبو علي بن أبي بكر محمد بن المظفر وسار يحيى إلى ترمذ فعبر النهر إلى بلخ وبها قراتكين فوافقه قراتكين وخرجا إلى مرو ولما ورد محمد بن المظفر بنيسابور كاتبه يحيى واستماله فأظهر له محمد الميل إليه ووعده المسير نحوه، ثم سار عن نيسابور واستخلف بها ما كان بن كالي وأظهر أنه يريد مرو ثم عدل عن الطريق نحو بوشنج وهراة مسرعا في سيره واستولى عليهما.
وسار محمد عن هراة نحو الصغانيان على طريق غرشتان فبلغ خبره يحيى فسير إلى طريقه عسكرا فلقيهم محمد فهزمهم وسار عن غرشتان واستمد ابنه أبا علي من الصغانيان فأمده بجيش، وسار محمد بن المظفر إلى بلخ وبها منصور بن قراتكين فالتقيا واقتتلا قتالا شديدا،