وزير أسفار وسار مرداويج وسلار وأسفار وبلغه الخبر وأن أصحابه قد بايعوا مرداويج فأحس بالشر وكان ذلك عقيب حادثته مع أهل قزوين ودعائهم وثار الجند بأسفار فهرب منهم في جماعة من غلمانه وورد الري فأراد أن يأخذ من مال كان عند نائبه بها شيئا فلم يعطه غير خمسة آلاف دينار وقال له أنت أمير ولا يعوزك مال فتركه وانصرف إلى خراسان فأقام بناحية بيهق.
واما مرداويج فإنه عاد من قزوين نحو الري وكتب إلى ما كان بن كالي وهو بطبرستان يستدعيه ليتساعدا ويتعاضدا فسرى ما كان بن كالي إلى أسفار وكان قد عسف أهل الناحية التي هو بها فلما أحس بما كان سار إلى بست وركب المفازة نحو الري ليقصد قلعة الموت التي بها أهله وأمواله فانقطع عنه بعض أصحابه وقصد مرداوج فأعمله خبره فخرج مرداويج من ساعته في أثره وقدم بعض قواده بين يديه فلحقه ذلك القائد وقد نزل يستريح فسلم عليه بالأمرة فقال له أسفار لعلكم اتصل بكم خبري وبعثت في طلبي قال نعم فبكى أصحابه فأنكر عليهم أسفار ذلك وقال بمثل هذه القلوب تتجندون أما علمتم أن الولايات مقرونة بالبليات؟
ثم أقبل على ذلك القائد وهو يضحك وسأله عن قواده الذي أسلموا