حدود الديلم وكانت لسياه جشم بن مالك الديلمي ومعناه الأسود العين لأنه كان على إحدى عينيه شامة سوداء فراسله أسفار وهنأه فقدم عليه فسأله أن يجعل عياله في قلعة الموت وولاه قزوين فأجابه إلى ذلمك فنقلهم إليها ثم كان يرسل إليهم من يثق به من أصحابه فلما حصل فيها مائة رجل استدعاه من قزوين فلما حضر عنده قبض عليه وقتله بعد أيام.
وكان أسفار لما اجتاز بسمنان استأمن إليه ابن أمير كان صاحب جبل دنباوند وامتنع محمد بن جعفر السمناني من النزول إليه وامتنع بحصن بقرية رأس الكلب فحقدها عليه أسفار فلما استولى على الري أنفذ عليه جيشا يحصرونه وعليهم إنسان يقال له عبد الملك الديلمي فحصروه ولم يمكنهم الوصول إليه فوضع عليه عبد الملك من يشير عليه بمصالحته ففعل وأجابه عبد الملك إلى المسالة ثم وضع عليه من يحسن له أن يضيف عبد الملك فأضافه فحضر في جماعة من شجعان أصحابه فتركهم تحت الحصن وصعد وحده إلى محمد بن جعفر فتحادثا ساعة ثم استخلاه عبد الملك ليشير إليه شيئا ففعل ذلك ولم يبق عندهما أحد غير غلام صغير فوثب عليه عبد الملك فقتله وكان محمد منقرسا زمنا وأخرج حبل إبريسم كان قد أعده فشده في نافذة في تلك الغرفة ونزل وتخلص.