واختفى ببغداد ثم إن حامدا لبس زي راهب وخرج من مكانه الذي اختفى فيه ومشى إلى نصر الحاجب فاستأذن عليه فأذن له فدخل عليه وسأله ايصال حاله إلى الخليفة فاستدعى نصر مفلحا الخادم وقال هذا يستأذن إلى الخليفة إذا كان عند حرمه.
فلما حضر مفلح فرأى حامدا قال: أهلا بمولانا الوزير أين مماليكك السودان الذين سميت كل واحد منهم مفلحا فسأله نصر أن لا يؤاخذه وقال له حامد يسأل ان يكون محبسه في دار الخليفة ولا يسلم إلى ابن الفرات.
فدخل مفلح وقال ضد ما قيل له فأمر المقتدر بتسليمه إلى ابن الفرات فأرسل اليه فحبسه في دار حسنة وأجرى عليه من الطعام والكسوة والطيب وغير ذلك ما كان له وهو وزير ثم أحضره وأحضر الفقهاء والعمال وناظره على ما وصل اليه من المال وطالبه به فاقر بجهات تقارب الف الف دينار وضمنه المحسن بن أبي الحسن بن الفرات من المقتدر بخمسمائة ألف دينار فسلمه اليه فعذبه بأنواع العذاب وأنفذه إلى واسط مع بعض أصحابه ليبيع ماله بواسط وأمرهم بأن يسقوه سما فسقوه سما في بيض مشوي وكان طلبه فأصابه إسهال فلما وصل إلى واسط أفراط القيام به وكان قد تسلمه محمد بن علي البزوفري فلما