جواهر الكلام - الشيخ الجواهري - ج ٣١ - الصفحة ٢٠٤
الضرب، فيكون معنى الآية: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، فإن نشزن فاهجروهن في المضاجع، فإن أصررن فاضربوهن، إذ هو أيضا كما ترى وإن حكي عن العلامة في التحرير موافقته.
وإنما المتجه ما سمعته من الإرشاد الذي هو يرجع أيضا إلى إرادة وإن خفتم استمرار نشوزهن، بل يمكن القطع بذلك بملاحظة ما ورد من النصوص (1) في قوله تعالى (2): " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا " وفي قوله تعالى (3): " وإن خفتم شقاق بينهما " ضرورة اتحاد المساق في الجميع، كضرورة اتحاد المراد من الخوف والنشوز في الكل وإن كان للرجل مع كراهته للمرأة مفرا بطلاقها بخلافها هي.
فمن الغريب تكثير القيل والقال هنا واتفاقهم ظاهرا على إرادة ذلك في آية الشقاق، بل لا يبعد إرادة الكراهة من النشوز في الآية على وجه ينقص استمتاعه بها ولو بالتقطب في وجهه وإسماعه الكلام الغليظ، ونحوه ذلك مما يذهب الرغبة في مقاربتها والاستمتاع بها، كما تسمع إنشاء الله النصوص (4) الواردة في قوله تعالى (5):
" وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا " إلى آخره بل في خبر زرارة (6) المروي في تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام " إذا نشزت المرأة على الرجل فهي الخلعة، فليأخذ منها ما قدر عليه، وإذا نشز الرجل مع نشوز المرأة فهو الشقاق " إشارة إليه.
ومن ذلك كله يظهر لك النظر في جملة من كلماتهم حتى ما في المسالك وغيرها من أن المراد بظهور أمارات النشوز تغير عادتها معه في القول أو الفعل،

(١) الوسائل الباب - ١١ و ١٢ و ١٣ - من أبواب القسم والنشوز.
(٢) النساء: ٤ - الآية - ١٢٨ - ٣٥.
(٣) النساء: ٤ - الآية - ١٢٨ - ٣٥.
(٤) الوسائل الباب - ١١ - من أبواب القسم والنشوز.
(٥) سورة النساء: ٤ - الآية 128.
(6) الوسائل الباب - 11 - من أبواب القسم والنشوز الحديث 5.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست