الرسائل العشر - الشيخ الطوسي - الصفحة ٣٢٠
ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا " (1) إذا كان إتيان سنة الأولين وتخويفهم بالعذاب لطفا في هدايتهم وجب في جوده وحكمته فعله، فما الكلام في ذلك؟.
الجواب (2): في هذه الآية ما ذكر (3) في الآية التي قبلها (4) من الآيات [من إتيان سنة ظ] اولين لما أظهرها ولم يؤمنوا اقتضت المصلحة استيصالهم وهلاكهم ولم يفعل بهذه الأمة ذلك لأنه تعالى وعد نبيه بأنه لا يستأصل أمته ولا ينزل عليهم الهلاك بل يمهلهم إلى يوم القيامة لما فيه من المصلحة.
مسألة: عن تكرار قصص الأنبياء عليهم السلام في عدة سور من القرآن و قد [كان] يمكن جمعه في سورة واحدة فما الغرض في ذلك ووجه المراد؟
الجواب: وجه التكرار في ذلك ما فيه المصلحة واللطف وزيادة في الإفهام، ولهذا يكرر واحد منا القول على غيره إذا قصد إفهامه إذا كان (6) غرضه إفهامه ولا يكون ذلك هبانا (7) وقد أنشد في ذلك أشعار كثيرة مثل ذلك ليس هذا موضع ذكرها.
وقبل أيضا إن ربما وقع بعض القرآن إلى قوم دون قوم فقال في مواضع و كرر لئلا يخلو قوم من علم ذلك.
مسألة: عن قوله تعالى: " يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ " (8) والحلي زينة للنساء لا للرجل فما الكلام في ذلك؟.
الجواب: قد جرت عادة الملوك والعظماء أن يحلوا بالذهب والدر، فلذلك عملت الملوك التيجان وطوقوا الأجلاء وأصحاب الجيوش تعظيما لشأنهم،

(1) - سورة الكهف، الآية: 55.
(2) - في نسخة ن: الوجه في هذه...
(3) - في النسختين هكذا: ما ذكرناه في الآية...
(4) - راجع مسألة 96.
(5) - هذه الجملة موجودة في هامش النسختين وأثبتناه في المتن، ومع ذلك العبارة ناقصة كما لا يخفى.
(6) - كذا.
(7) - كذا.
(8) - سورة الفاطر، الآية: 33 وسورة الحج، الآية: 23.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست