ألستم تعرفون عبدي فلانا فقررهم على معرفة عبد له من عبيده فلما قالوا بلى قال لهم: فاعلموا أن عبدي حر، فلا يجوز أن يريد بقوله (فا علموا أن عبدي حر) إلا العبد الذي قدم تقريرهم على معرفته وإلا أدى ذلك إلى الألغاز الذي قد بيناه.
وإذا ثبت أن معنى قوله صلى الله عليه وآله (من كنت مولاه) أي من كنت أولى به وكان أولى بنا عليه السلام من حيث كان مفترض الطاعة علينا وجب علينا امتثال أمره ونهيه ومن 1 جعل هذه المنزلة لأمير المؤمنين عليه السلام دل على أنه إمام لأن فرض الطاعة - بالخلاف - لا يجب إلا لنبي أو إمام، وإذا علمنا أنه لم يكن نبيا ثبت أنه إمام.
فإن قيل: ظاهر قوله (من كنت مولاه) أن يكون المنزلة ثابتة في الحال وذلك لا يليق بالإمامة التي ثبتت [بعد] الوفاة.
قيل له: لأصحابنا عن هذا جوابان:
أحدهما أن فرض الطاعة الذي اقتضاه الخبر قد كان حاصلا لأمير المؤمنين عليه السلام في الحال وإنما لم يأمر مع وجوده كالمانع له من الأمر والنهي فإذا زال المنع جاز له الأمر والنهي بمقتضى الخبر، ويجري مجرى من يوصي إلى غيره أو من يستخلف غيره في أن استحقاق الوصيلة يثبت للوصي في الحال واستحقاق ولاية العهد يثبت لو لي العهد في الحال [و] لم يجز لهما الأمر والنهي إلا بعد موت الموصي والمستخلف.
والجواب الآخر قوله: (من كنت مولاه الخبر) [يعم] في الحال وفيما بعده من الأوقات [كما كانت] هذه المنزلة له عليه السلام فإذا علمنا أنه لم يكن معه إمام في الحال ثبت أنه إمام بعده بلا فصل.
وليس لهم أن يقولوا إذا جاز لكم أن تخصصوا بعض الأوقات مع أن الظاهر يقتضيه 2 جاز لنا أيضا أن نخصص به فنحمله على بعد عثمان، لأن هذا يسقط بالإجماع، لأن أحدا لا يثبت لأمير المؤمنين الإمامة بعد عثمان بهذا الخبر، وإنما يثبت إمامته من عدا الشيعة بعد عثمان بالاختيار وذلك يبطل السؤال.
ولك أن تستدل على أن معنى الخبر، الأولى وإن لم تراع المقدمة بأن