قم عافاك فادفعها إلى الحسين بن روح، فلما رأيت في وجهه غضبا خرجت وركبت دابتي، فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب فخرج إلي الخادم فقال: من هذا؟ فقلت أنا فلان، فاستأذن لي فراجعني وهو منكر لقولي ورجوعي، فقلت له: أدخل فاستأذن لي فإنه لابد من لقائه، فدخل فعرفه خبر رجوعي، وكان قد دخل إلى دار النساء فخرج وجلس على سرير ورجلاه في الأرض - يصف حسنهما وحسن رجليه - فقال لي: ما الذي جرأك على الرجوع ولم لم تمتثل ما قلته لك؟ فقلت: لم أجسر على ما رسمته لي، فقال لي، وهو مغضب:
قم عافاك الله، فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح مقامي، ونصبته منصبي، فقلت: بأمر الإمام (ع)؟ فقال: قم عافاك الله كما أقول لك، فلم يكن عندي غير المبادرة، فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار ضيقة، فعرفته ما جرى، فسرى به وشكر الله عز وجل، ودفعت إليه الدنانير وما زلت أحمل إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك من الدنانير، وفي الغيبة (225): أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن بابويه قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رحمه الله قال: كنت أحمل الأموال التي تحصل في باب الوقت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه الله، فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضي الله عنه فكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر رضي الله عنه، فأمرني أن لا أطالبه بالقبوض، وقال: كل ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إلي، فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه ولا أطالبه بالقبوض. ورواه الصدوق (ره) في الاكمال