____________________
(1) حاصل هذا التحقيق هو بيان السبب الذي ينبغي ان يكون داعيا إلى القول بالتداخل بمسلكيه وتوضيحه: ان الجملة الجزائية الواحدة كقوله فتوضأ، عبارة عن الوجوب المستفاد من الهيئة والطبيعة الكلية الواحدة، وهي طبيعة الوضوء بما هي طبيعة واحدة كلية المستفادة من المادة الواقعة متعلقا لهذا الوجوب، فظاهر الجملة انه إذا وجد البول يحدث الوجوب المتعلق بطبيعة الوضوء الكلية، فإذا تكرر وجود البول فينبغي مع وجود كل بول وجوب متعلق بهذه الطبيعة الكلية الواحدة بما هي واحد وكذلك إذا وجد البول والنوم فإنه ينبغي ان يحدث مع الأول وجوب متعلق بهذه الطبيعة الواحدة، وان يحدث أيضا وجوب آخر متعلق بهذه الطبيعة الكلية الواحدة بما هي واحدة عند حدوث الثاني وهو النوم مثلا، ولازم هذا انه إذا تكرر وجود البول أو وجد البول والنوم ان يتعلق وجوبان بهذه الطبيعة الواحدة بما هي واحدة، ومن الواضح انه مع وحدة المتعلق لا يعقل ان يجتمع عليه حكمان سواء كان الحكمان مثلين كالوجوبين، أو ضدين كالوجوب والحرمة، وكما أنه لا يعقل أن يجتمع في الحقيقة الواحدة كطبيعة الوضوء الكلية الواحدة الوجوب والحرمة فتكون طبيعة الوضوء بما هي طبيعة الوضوء واجبة ومحرمة، كذلك لا يمكن أن تكون هذه الطبيعة الواحدة واجبة بوجوبين، فان اجتماع المثلين كاجتماع الضدين.
وقد ظهر مما ذكرنا: ان هذا انما ينشأ حيث يكون المتعلق هو الطبيعة الواحدة بما هي واحدة، الذي هو الظاهر من الجملة الجزائية.
وقد ظهر مما ذكرنا: ان هذا انما ينشأ حيث يكون المتعلق هو الطبيعة الواحدة بما هي واحدة، الذي هو الظاهر من الجملة الجزائية.