فهو اسم الفاعل من اللازم كقائم، وإن أخذ فيه الوقوع على الغير فهو اسم الفاعل من المتعدي ك (ضارب).
وإن اعتبر الآلية، أو الزمان، أو المكان للمبدأ فهو اسم آلة، أو زمان، أو مكان.
وإن كان معه اعتبار الزمان على النحو الآتي فمع اعتبار الاتصاف به فقط مع زمن ما، فهو من باب الفعل اللازم، ومع ملاحظة وقوعه على الغير فهو باب المتعدي المجرد، وبعض الزوائد مثل باب الأفعال.
ومع ملاحظة مطاوعة المبدأ فهو من باب الانفعال نحو كسرته فانكسر، وقد يأتي من هذا الباب عدم ملاحظة الفاعل أصلا نحو: انفطر الجدار، حيث يراد به صرف ظهور الأثر من غير لحاظ مطاوعة الغير أصلا.
وقد يكون باعتبار تكلف المادة فهو بعض معاني باب التفعل ك (تجلد) أو باعتبار قيام فرد واحد منه لشخصين نحو زيد وعمرو تراميا.
أو باعتبار طلب المبدأ كبعض معاني باب الاستفعال نحو الاستعلام، إلى غير ذلك مما لا يساعد على استقصائه الحال، ولا يسعه المجال.
وما ذكرناه فإنما هو من باب النموذج، قصدا لتنشيط همم أذكياء المحصلين في استخراج معاني سائر الأبواب.
وليعلم أن لتنوعات المواد أنواعا غريبة، وضروبا شتى، حتى أن باب الأفعال كثيرا ما يأتي لإزالة المبدأ على خلاف غالب المشتقات التي هي لقيام المبدأ بها، نحو أشكيته أي: أزلت شكايته، وبه فسر الجمهور قوله تعالى: إن الساعة آتية أكاد أخفيها (1) أي: أزيل خفاءها، فعلى المتأمل الفطن أن يعلم أن جميع ذلك نحو من اعتبار القيام، ولا يخرج شيء منه عما عرفت من الأقسام.
ثم لا يخفى أن جميع ما ذكر، إنما هو بحسب وضع الأبواب، فلا ينافي