العلق (1) الثمين، وأن الفاضل المنصف لا بد أن يعرف قدرها، ويجعل حسن القبول مهرها، ولا أكثرت (2) - إن صح الظن - بجحود أولي الأحقاد والإحن (3) ممن قلت في سوق العلم بضاعته، فما ربحت فيها تجارته.
من الخفيف:
فكذا الورود فيه للناس طيب * ثم فيه لآخرين زكام ولا أقابل المعاند المكابر إلا بقول الشاعر:
من الطويل:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضبانا على لئامها.
(حقيقة الوضع) لا شك في أن دلالة الألفاظ على معانيها ليست بذاتية كدلالة الدخان على النار.
فما يحكى عن الصيمري من أن دلالتها بالطبع (4). فهو بظاهره وعلى إطلاقه ظاهر الفساد - كما يمر عليك بيانه في خلال المباحث الآتية إن شاء الله تعالى - بل هي بالجعل المعبر عنه بالوضع، ولولاه لكانت نسبة جميع الألفاظ إلى كل واحد من المعاني متساوية أو متقاربة (5)، لا يترجح بعضها على بعض عند استماع لفظ من الألفاظ.