سمطا اللئال في مسألتي الوضع والاستعمال تصدير (1) لا يخفى أن هذه الرسالة جزء من كتابنا المسمى (وقاية الأذهان والألباب ولباب أصول السنة والكتاب) الموضوع في فن أصول الفقه، وقد أفرزتها عنه، لدواع، أهمها: أن إيضاح عدة من مسائلها كان متوقفا على استطراد بعض المباحث الأدبية، وسرد الشواهد الشعرية، وفي ذلك ما تنبو عنه طبائع كثير ممن يتعاطى فن أصول الفقه في هذا الزمان، ولا أقول جميعهم، وربما أخذ بعضهم ذلك طعنا علي، ونقصا في ذلك الكتاب، فليقل من شاء ما شاء، ولكن الفاضل البصير يعلم أن أوضاع العلوم يدور بعضها على بعض، والاستعانة على فن بفن آخر إن كان يعده ذنبا فإني وأيم الحق يسرني أن أكون في صف يعدهم من المذنبين، فيه شيوخ العلم وأئمة الدين.
هذا، على أنها - كما ذكرت في أولها - نمط جديد من العلم فيحق لها الاستقلال، وأن تعد مدخلا لسائر العلوم، والحمد لله أولا وآخرا.