الكلام على (الواو) في قوله تعالى: ولو افتدى به (1)، وهذه شبهة ضعيفة، إذ التزين ونحوه من أغراض الفصاحة، ومعه تنتفي اللغوية، فانظر أيها الأديب إلى موقع (الهاء) من قوله تعالى: ما أغنى عني ماليه. هلك عني سلطانيه (2) وأن هذا الحرف الزائد كيف زاد الكلام حسنا، وأكسبه رونقا، وكيف ينحط الكلام إذا حذفته منه، ويذهب منه رونق الوحي الإلهي، وبهاء المعجز النبوي.
(الواضع) اختلفوا في واضع اللغات، فذهبت الأشاعرة إلى أنه الله تعالى، وجماعة إلى أنه البشر، وآخرون إلى تفاصيل (3) تجدها مفصلة في (الفصول) (4) وغيره.
ولا يخفى على من عرف ما ذكرناه في حقيقة الوضع، أن كل متكلم - بأي لغة كانت - هو واضع حقيقة وإن جرى الاصطلاح على تخصيص الواضع بالمتعهد الأول، لأنه تعهد، والتعهد - كما عرفت - حقيقة الوضع، ولا فرق بينه وبين الواضع الأول إلا التابعية والمتبوعية، وكون تعهد الأول تفصيليا، والثاني إجماليا، فمن تعهد بالتكلم بالعربية - مثلا - فقد تعهد إجمالا بجميع ما تعهد به سائر المتكلمين بها، وينحل ذلك التعهد إلى تعهدات كثيرة بعدد مفردات تلك