وإذا كان في الأنابيب حيف * وقع الطيش في صدور الصعاد (1) (المجاز في الإسناد) ويسمى مجازا عقليا، ومجازا حكميا (2)، ومجازا في الإثبات. وقالوا في حده:
إنه إسناد الفعل أو ما هو بمعناه إلى ملابس له غير ما هو له بتأول، وجعلوا منه قولهم: فتح الأمير البلد، وهزم (3) الجند، وضربه التأديب، وسرتني رؤيتك، وكذا قول الموحد: شفى الطبيب المريض، وأنبت الربيع البقل، لأن شفاء المريض وإنبات البقل من فعل الله تعالى، فيقوله الموحد بتأول، بخلاف الجاهل لأنه يعتقد ظاهر النسبة فلا تأول فيه، إلى غير ذلك من الأمثلة التي تجدها في كتب علماء البلاغة والأصول.
وقد بالغوا في أمر هذا المجاز، وحكموا بأنه كثير في القرآن الكريم، وعدوا منه قوله تعالى: وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا (4) وقوله تعالى: يوما يجعل الولدان شيبا (5) وأخرجت الأرض أثقالها (6) يذبح أبناءهم (7) قالوا: لأن زيادة الإيمان وجعل الولدان شيبا، وإخراج أثقال الأرض من فعل