(اعتذار) بلغني أن بعض فضلاء العجم اطلع على أجزاء من هذا الكتاب فقرظه أبلغ تقريظ، وأثنى عليه أحسن الثناء، ولكنه انتقد عليه بعبارة فارسية محصلها: أن عبارته عريقة في العربية لا تشبه متعارف الكتب الأصولية.
لك العتبى أيها الفاضل، فلك علي يد لا أجحدها، ونعمة أشكرها، وذلك مني طبيعة لا تطبع، وجرى علي ما تعودته لا تكلف، وإني لم أتعود منذ نعومة الأظفار ومقتبل الشباب إلا هذا النمط من الكتابة.
وصعب على الإنسان ما لم يعود.
على أن هذا عند ذوي الآداب لا يحط من قدر الكتاب، بل يزينه ولا يشينه، ويغلي قدره ولا يرخصه.
وإذا محاسني التي أزهو بها صارت مثالب لي فما ذا أصنع وشتان بين هذا الفاضل وبين أحد علماء العراق وقد بلغني قوله فيه: هو أول كتاب في فن الأصول ملؤه دقائق عجمية بعبارات عربية.
14 جمادى الثانية 1346 هجرية.