يقابل إلا وجها صبيحا لا يريد إلا إلقاء المعنى الأصلي الموضوع له على السامع، وإفهامه إياه وإن لم يكن مطابقا للواقع، ولم يكن ذلك منه على سبيل الجد.
وقد عرفت سابقا أنه لا معنى للاستعمال إلا ما أريد إفهامه للسامع وإلقاؤه عليه، سواء كان صدقا أو كذبا، جدا أو هزلا، بأي داع سنح وغرض اتفق.
ولو لا إرادة معاني هذه الألفاظ لما كان موقع للتعجب عن محبوبته إذا ظللته عن الشمس (1)، أو زارته آخر الشهر (2)، ولا لليأس من رجوع محبوبه (3)، ولا لتكذيب الناس إذا رجع (4)، ولا للمفاخرة مع قمر السماء بأن قمره معدل بلا تعديل، وأنه لا ممثل له ولا مثيل (5)، ولا للتعجب عن عدم ذهاب الدجى مع طلوع