الشمس على رمح (1)، إلى غير ذلك مما لو عددناه لأفضى بنا إلى الإسهاب، والخروج عن وضوع الكتاب.
ولهذا إذا سمي الشجاع أسدا سمي صوته زئيرا، وولده شبلا، ومحله خيسا، أو الجميلة ظبية سمي صوتها بغاما، وولدها خشفا، ودارها كناسا، بل لو خالف هذا النظام فقال:
«رأيت أسدا يتبعه طفله» أو «ظبية تحمل طفلها» لكان أدون في الفصاحة بمراتب من قوله: «رأيت أسدا يتبعه شبله» أو «ظبية تحمل خشفها» بل ربما عد من مستبرد التعبير، وسمج الكلام إلا أن تجبره جهات أخرى، ولا وجه لجميع ذلك إلا أن المقصود منها المعاني الأصلية، وهذا ظاهر لدى الخبير بحقائق فن البيان وصناعة البديع، وكتابنا هذا موضوع في فن أصول الفقه لا في فنون البلاغة كي يتسع لنا المجال في سرد الشواهد والأمثال، ولكني لم أملك عنان القلم وما عليه جناح حتى أثبت قول ابن معتوق في محبوبته وقد روعها الصباح:
وتنهدت جزعا فأثر كفها * في صدرها فنظرت ما لم انظر أقلام ياقوت كتبن بعنبر * بصحيفة البلور خمسة أسطر نشدتك والإنصاف إلا نظرت إلى قوله: ونظرت ما لم انظر، وتأملت في