ولهذا يسبكان في الأعلام فلا يحتاجان إلى هذا التأويل البارد أعني التأويل بالمسمى كما ذكره العم (1) - طاب ثراه - وتبعه فيه غيره، فإنه تأويل ثقيل على السمع سمج لا يقبله الطبع، وحسب المنصف ملاحظة نفسه حال الاستعمال إذ لا يرى المسمى يخطر منه بالبال.
وأما استدلاله على التأويل المذكور بدخول اللام عليها حينئذ فليس ذلك لتأويل المسمى، بل الوجه فيه أن التعدد ينافي المعرفة المحضة فيدخل اللام عليها كما يضاف في مثل هذا الحال، كقوله:
علا زيدنا يوم * النقا رأس زيدكم مع أن الظاهر عدم التزامهم بالتأويل المذكور فيه.
إذا عرفت ذلك، نقول: هذا القائل إن أراد هذا المعنى فهو حق لا ينبغي أن يقابل إلا بالقبول، إذ لا بد لبيان التعدد من دال عليه من الأداتين أو غيرهما مما يفيد فائدتهما.
وإن أراد أنهما يدلان على أحد المعنيين ومدخولهما على المعنى الآخر فهو واضح الفساد إذ هما حرفان، وأين الحرف من إفادة معنى الاسم.
هذا، على أن كلا من الحرف ومدخوله إن دل على أحدهما المعين، والآخر على الآخر المعين فهو ترجيح بلا مرجح، وإن دل كل على أحدهما على وجه الترديد فهو باطل كما بينه العم (2) رحمه الله في رد صاحب المفتاح (3)، فلاحظ كلامه إن شئت، وتأمل فيه.