تفسير الرازي - الرازي - ج ٩ - الصفحة ٢١٥
الحجب كما في الثلاثة، وقال ابن عباس: لا يحجبان كما في حق الواحدة، حجة ابن عباس أن الآية دالة على أن هذا الحجب مشروط بوجود الاخوة، ولفظ الاخوة جمع وأقل الجمع ثلاثة على ما ثبت في أصول الفقه، فإذا لم توجد الثلاثة لم يحصل شرط الحجب، فوجب أن لا يحصل الحجب. روي أن ابن عباس قال لعثمان: بم صار الاخوان يردان الأم من الثلث إلى السدس؟ وإنما قال الله تعالى: * (فان كان له إخوة) * والأخوان في لسان قومك ليسا بأخوة؟ فقال عثمان: لا أستطيع أن أرد قضاء قضى به من قبلي ومضى في الأمصار.
واعلم أن في هذه الحكاية دلالة على أن أقل الجمع ثلاثة لأن ابن عباس ذكر ذلك مع عثمان، وعثمان ما أنكره، وهما كانا من صميم العرب، ومن علماء اللسان، فكان اتفاقهما حجة في ذلك.
واعلم أن للعلماء في أقل الجمع قولين: الأول: أن أقل الجمع اثنان وهو قول القاضي أبي بكر الباقلاني رحمة الله عليه، واحتجوا فيه بوجوه: أحدها: قوله تعالى: * (فقد صغت قلوبكما) * (التحريم: 4) ولا يكون للانسان الواحد أكثر من قلب واحد، وثانيها: قوله تعالى: * (فان كن نساء فوق اثنتين) * والتقييد بقوله: فوق اثنتين إنما يحسن لو كان لفظ النساء صالحا للثنتين، وثالثها: قوله: " الاثنان فما فوقهما جماعة " والقائلون بهذا المذهب زعموا أن ظاهر الكتاب يوجب الحجب بالأخوين، الا أن الذي نصرناه في أصول الفقه أن أقل الجمع ثلاثة، وعلى هذا التقدير فظاهر الكتاب لا يوجب الحجب بالأخوين، وإنما الموجب لذلك هو القياس، وتقريره أن نقول: الأختان يوجبان الحجب، وإذا كان كذلك فالأخوان وجب أن يحجبا أيضا، إنما قلنا إن الأختين يحجبان، وذلك لأنا رأينا أن الله تعالى نزل الاثنين من النساء منزلة الثلاثة في باب الميراث، ألا ترى أن نصيب البنتين ونصيب الثلاثة هو الثلثان، وأيضا نصيب الأختين من الأم ونصيب الثلاثة هو الثلث، فهذا الاستقراء يوجب أن يحصل الحجب بالأختين، كما أنه حصل بالأخوات الثلاثة، فثبت أن الأختين يحجبان، وإذا ثبت ذلك في الأختين لزم ثبوته في الأخوين، لأنه لا قائل بالفرق، فهذا أحسن ما يمكن أن يقال في هذا الموضع، وفيه إشكال لأن إجراء القياس في التقديرات صعب لأنه غير معقول المعنى، فيكون ذلك مجرد تشبيه من غير جامع، ويمكن أن يقال: لا يتمسك به على طريقة القياس، بل على طريقة الاستقراء لأن الكثرة أمارة العموم، إلا أن هذا الطريق في غاية الضعف والله أعلم، واعلم أنه تأكد هذا باجماع التابعين على سقوط مذهب ابن عباس، والأصح في أصول الفقه أن الاجماع الحاصل عقيب الخلاف حجة والله أعلم.
المسألة الثانية: الاخوة إذا حجبوا الأم من الثلث إلى السدس فهم لا يرثون شيئا البتة، بل
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا) الآية 2
2 قوله تعالى (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) 3
3 قوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم) 4
4 قوله تعالى (الذين ينفقون في السراء 6
5 قوله تعالى (والذين إذا فعلوا فاحشة) 8
6 قوله تعالى (ولم يصروا على ما فعلوا) 10
7 قوله تعالى (قد خلت من قبلكم سنن) 11
8 قوله تعالى (هذا بيان للناس) الآية 12
9 قوله تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا) الآية 13
10 قوله تعالى (إن يمسسكم قرح) الآية 14
11 قوله تعالى (وتلك الأيام نداولها) الآية 15
12 قوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) 18
13 قوله تعالى (وما محمد إلا رسول) الآية 20
14 قوله تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله) الآية 22
15 قوله تعالى (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) 25
16 قوله تعالى (وما كان قولهم إلا أن قالوا) 27
17 قوله تعالى (فآتاهم الله ثواب الدنيا) الآية 28
18 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا) الآية 30
19 قوله تعالى (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) الآية 31
20 قوله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده) 33
21 قوله تعالى (ثم صرفكم عنهم ليبتليكم) 37
22 قوله تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون) 39
23 قوله تعالى (فأثابكم غما بغم) الآية 40
24 قوله تعالى (لكيلا تحزنوا) الآية 42
25 قوله تعالى (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا) الآية 43
26 قوله تعالى (وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) 46
27 قوله تعالى (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) الآية 48
28 قوله تعالى (إن الذين تولوا منكم) الآية 50
29 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا) الآية 52
30 قوله تعالى (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) الآية 55
31 قوله تعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله) 57
32 قوله تعالى (ولئن متم أو قتلتم) الآية 59
33 قوله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم) 60
34 قوله تعالى (فاعف عنهم واستغفر لهم) 64
35 قوله تعالى (فإذا عزمت فتوكل على الله) 67
36 قوله تعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم) 68
37 قوله تعالى (وما كان لنبي أن يغل) الآية 69
38 قوله تعالى (أفمن اتبع رضوان الله) الآية 74
39 قوله تعالى (هم درجات عند الله) الآية 75
40 قوله تعالى (لقد من الله على المؤمنين) 77
41 قوله تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة) الآية 81
42 قوله تعالى (وما أصابكم يوم التقى الجمعان) 83
43 قوله تعالى (قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم) 84
44 قوله تعالى (الذين قالوا لإخوانهم) الآية 87
45 قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية 88
46 قوله تعالى (يرزقون فرحين بما آتاهم) 94
47 قوله تعالى (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم) الآية 95
48 قوله تعالى (يستبشرون بنعمة من الله) 96
49 قوله تعالى (الذين استجابوا لله) الآية 97
50 قوله تعالى (الذين قال لهم الناس) الآية 98
51 قوله تعالى (فانقبلوا بنعمة من الله) الآية 101
52 قوله تعالى (إنما ذلكم الشيطان) الآية 102
53 قوله تعالى (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) الآية 103
54 قوله تعالى (إن الذين اشتروا الكفر بالايمان) الآية 105
55 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين كفروا) 106
56 قوله تعالى (ما كان الله ليذر المؤمنين) 110
57 قوله تعالى (فآمنوا بالله ورسله) 111
58 قوله تعالى (ولا يحسبن الذين يبخلون) 112
59 قوله تعالى (سيطوقون ما بخلوا به) الآية 114
60 قوله تعالى (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) الآية 116
61 قوله تعالى (ونقول ذوقوا عذاب الحريق) 119
62 قوله تعالى (الذين قالوا إن الله عهد إلينا) 120
63 قوله تعالى (فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك) الآية 123
64 قوله تعالى (كل نفس ذائقة الموت) الآية 124
65 قوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) 126
66 قوله تعالى (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) 127
67 قوله تعالى (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) 128
68 قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) الآية 129
69 قوله تعالى (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) الآية 131
70 قوله تعالى (إن في خلق السماوات والأرض) الآية 133
71 قوله تعالى (الذين يذكرون الله قياما) 135
72 قوله تعالى (ربنا ما خلقت هذا باطلا) 138
73 قوله تعالى (ربنا إنك من تدخل النار) 141
74 قوله تعالى (ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي) 144
75 قوله تعالى (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) الآية 147
76 قوله تعالى (فاستجاب لهم ربهم) الآية 149
77 قوله تعالى (فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم) الآية 151
78 قوله تعالى (لا يغرنك تقلب الذين كفروا) 152
79 قوله تعالى (لكن الذين اتقوا ربهم) 153
80 قوله تعالى (وإن من أهل الكتاب) 154
81 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا) 155
82 سورة النساء 157
83 قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم) 157
84 قوله تعالى (وخلق منها زوجها) الآية 160
85 قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به) 163
86 قوله تعالى (وآتوا اليتامى أموالهم) 166
87 قوله تعالى (وإن خفتم ألا تقسطوا) الآية 170
88 قوله تعالى (ذلك أدنى ألا تعولوا) الآية 176
89 قوله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة) 179
90 قوله تعالى (فان طبن لكم عن شئ) الآية 181
91 قوله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) 183
92 قوله تعالى (وارزقوهم فيها واكسوهم) 186
93 قوله تعالى (وابتلوا اليتامى) الآية 187
94 قوله تعالى (ولا تأكلوها إسرافا) الآية 190
95 قوله تعالى (فإذا دفعتم إليهم أموالهم) 192
96 قوله تعالى (للرجال نصيب) 194
97 قوله تعالى (وإذا حضر القسمة) الآية 196
98 قوله تعالى (فارزقوهم منه) 197
99 قوله تعالى (وليخش الذين لو تركوا) 198
100 قوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى) الآية 200
101 قوله تعالى (وسيصلون سعيرا) 202
102 قوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم) 203
103 قوله تعالى (وإن كانت واحدة فلها النصف) 211
104 قوله تعالى (ولأبويه لكل واحد منهما السدس) 211
105 قوله تعالى (فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه) الآية 212
106 قوله تعالى (فإن كان له إخوة) 213
107 قوله تعالى (من بعد وصية) 216
108 قوله تعالى (آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون) 217
109 قوله تعالى (فريضة من الله) الآية 218
110 قوله تعالى (ولكم نصف ما ترك أزواجكم) 219
111 قوله تعالى (وإن كان رجل يورث كلالة) 221
112 قوله تعالى (وله أخ أو أخت) الآية 223
113 قوله تعالى (تلك حدود الله) الآية 226
114 قوله تعالى (ومن يعص الله ورسوله) 228
115 قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم) الآية 229
116 قوله تعالى (واللذان يأتيانها منكم) الآية 234
117 قوله تعالى (إن الله كان توابا رحيما) 236