الغمام. وقال مقاتل: المراد بالسماء: السماوات، تتشقق عن الغمام، وهو غمام أبيض كهيئة الضباب، فتنزل الملائكة عند انشقاقها. وقرأ ابن كثير: " وننزل " بنونين، الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، واللام مضمومة، و " الملائكة " نصبا. وقرأ عاصم الجحدري، وأبو عمران الجوني: " ونزل " بنون واحدة مفتوحة ونصب الزاي وتشديدها وفتح اللام ونصب " الملائكة ". وقرأ ابن يعمر: " ونزل " بفتح النون واللام والزاي والتخفيف " الملائكة " بالرفع.
قوله تعالى: (الملك يومئذ الحق للرحمن) قال الزجاج: المعنى: الملك الذي هو الملك حقا للرحمن. فأما العسير، فهو العصب الشديد يشتد على الكفار، ويهون على المؤمنين فيكون كمقدار صلاة مكتوبة.
قوله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه) في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أن أبي بن خلف كان يحضر رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم ويجالسه من غير أن يؤمن به، فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك، فنزلت هذه الآية، رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس.
والثاني: أن عقبة دعا قوما فيهم رسول الله [صلى الله عليه و آله وسلم] لطعام فأكلوا، وأبى رسول الله [صلى الله عليه و آله وسلم] أن يأكل، وقال: " لا آكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله "، فشهد بذلك عقبة، فبلغ ذلك أبي بن خلف، وكان خليلا له، فقال: صبوت يا عقبة؟ فقال: لا والله، ولكنه أبى أن يأكل حتى قلت ذلك، وليس من نفسي، فنزلت هذه الآية، قاله مجاهد.
والثالث: أن عقبة كان خليلا لأمية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدا، فكفر وارتد لرضى أمية، فنزلت هذه الآية، قاله الشعبي فأما الظالم المذكور هاهنا، فهو الكافر، وفيه قولان:
أحدهما: أنه أبي بن خلف، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثاني: عقبة بن أبي معيط، قاله مجاهد وسعيد بن جبير، وقتادة. و قال عطاء: يأكل يديه حتى تذهبا إلى المرفقين، ثم تنبتان: فلا يزال هكذا كلما نبتت يده أكلها ندامة على ما فعل.
قوله تعالى: (يا ليتني اتخذت) الأكثرون يسكنون " يا ليتني "، وأبو عمرو يحركها، قال أبو علي: والأصل التحريك، لأنها بإزاء الكاف التي للمخاطب، إلا أن حرف اللين تكره فيه الحركة،