الطائر المشوي الذي كان أهدي إليه إلى غير هذا من الفضائل مما يطول تتبعها.
هذا مع ما ظهر من إعظام كافة الصحابة له وإطباقهم على علمه وفضله وثاقب فهمه ورأيه وفقه نفسه وقول مثل عمر فيه لولا علي لهلك عمر وكثرة مطابقتهم له في الأحكام وسماع قوله في الحلال والحرام.
ثم ما ظهر من فقهه وعلمه في قتال أهل القبلة من استدعائهم ومناظرتهم وترك مبادأتهم والنبذ إليهم قبل نصب الحرب معهم وندائه (لا تبدؤوهم بالحرب حتى يبدؤوكم ولا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح ولا يكبس بيت ولا تهج امرأة) وفي رواية أخرى ولا يكسر بيت ورده رحالات القوم إليهم وترك اغتنام أموالهم وكثرة تعريفه وندائه على ما حصل في قبضته من أموالهم وكثرة الأمر لابن عباس وغيره بقبول شهادة أهل البصرة وصفين إذا اختلطوا ووضعت الحرب أوزارها والصلاة خلفهم وقوله لمن سأل عن ذلك (ليس في الصلاة والعدالة اختلفنا وإنما اختلفنا في إقامة حد من الحدود فصلوا خلفهم واقبلوا شهادة العدول منهم) إلى غير ذلك مما سنه من حرب المسلمين حتى قال جلة أهل العلم لولا حرب علي لمن خالفه لما عرفت السنة في قتال أهل القبلة.
هذا مع ما علم من شجاعته وغنائه وإحاطته علما بتدبير الجيوش وإقامة الحدود والحروب وحماية البيضة وقوله ظاهرا من غير رد من أحد حفظ عليه إن قريشا تقول إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا رأي له في الحرب. لله أبوهم ومن ذا يكون أبصر بها مني وأشد لها مراسا والله لقد نهضت فيه وما بلغت العشرين وها أنا اليوم قد ذرفت على الستين ولكن لا إمرة لمن لا يطاع وكثرة ما ظهر منه من مناظرته لأهل البصرة