بقوله: يا ضفدع بنت ضفدعين نقي فكم تنقين لا الماء تغيرين ولا الشارب تمنعين وقوله: والزارعات زرعا فالحاصدات حصدا والطاحنات طحنا وأمثال ذلك من الكلام الركيك السخيف؟ قيل له هذا الكلام دال على جهل مورده وضعف عقله ورأيه وما يوجب السخرية منه والهزء به وليس هو مع ذلك خارجا عن وزن ركيك السجع وسخيفه وما زاد على ذلك قليلا خرج إلى وزن الشعر كقول بعضهم في شعره:
وقرا معلنا ليصدع قلبي * والهوى يصدع الفؤاد السقيما أرأيت الذي يكذب بالدين * فذاك الذي يدع اليتيما وعلى أن هذا الكلام لو كان معجزا لتعلقت العرب وأهل الردة به ولعرف أتباع النبي صلى الله عليه وسلم أنه عروض له ولوقع لهم العلم اليقين بأنه قد قوبل وفي عدم ذلك دليل على جهل مدعى ذلك وعلى أن مسيلمة لم يدع هذا الكلام معجزا ولا تحدى العرب بمثله فعجزوا عنه بل كان في نفسه ونفس كل سامع له أخف وأسخف وأذل من أن يتعلق به ولذلك لا نجد له نبأ ولا أحدا من العرب تعلق به.