جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ١٠ - الصفحة ٧٠
يهاجروا قومهم الكفار، ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الاسلام. ما لكم أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرض الحرب، من ولايتهم يعني: من نصرتهم وميراثهم. وقد ذكرت قول بعض من قال: معنى الولاية ههنا الميراث، وسأذكر إن شاء الله من حضرني ذكره بعد. من شئ حتى يهاجروا قومهم ودورهم من دار الحرب إلى دار الاسلام. وإن استنصروكم في الدين يقول: إن استنصركم هؤلاء الذين آمنوا ولم يهاجروا في الدين، يعني بأنهم من أهل دينكم على أعدائكم وأعدائهم من المشركين، فعليكم أيها المؤمنون من المهاجرين والأنصار النصر، إلا أن يستنصروكم على قوم بينكم وبينهم ميثاق، يعني عهد قد وثق به بعضكم على بعض أن لا يحاربه. والله بما تعملون بصير يقول: والله بما تعملون فيما أمركم ونهاكم من ولاية بعضكم بعضا أيها المهاجرون والأنصار، وترك ولاية من آمن ولم يهاجر، ونصرتكم إياهم عند استنصاركم في الدين، وغير ذلك من فرائض الله التي فرضها عليكم. بصير يراه ويبصره، فلا يخفى عليه من ذلك ولا من غيره شئ.
12696 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا قال: كان المسلمون يتوارثون بالهجرة، وآخى النبي (ص) بينهم، فكانوا يتوارثون بالاسلام والهجرة، وكان الرجل يسلم ولا يهاجر لا يرث أخاه، فنسخ ذلك قوله: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين.
12697 - حدثنا محمد، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري: أن النبي (ص) أخذ على رجل دخل في الاسلام، فقال: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وأنك لا ترى نار مشرك إلا وأنت حرب.
12698 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: وإن استنصروكم في الدين يعني: إن استنصركم الاعراب المسلمون أيها المهاجرون والأنصار على عدوهم فعليكم أن تنصروهم. إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق.
12699 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج قال:
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست