جهالة، لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم. ذكر من قال ذلك:
12675 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: لولا كتاب من الله سبق لأهل بدر ومشهدهم إياه، قال: كتاب سبق لقوله: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون سبق ذلك وسبق أن لا يؤاخذ قوما فعلوا شيئا بجهالة. لمسكم فيما أخذتم قال ابن جريج: قال ابن عباس: فيما أخذتم مما أسرتم. ثم قال بعد: فكلوا مما غنمتم.
12676 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: عاتبه في الأسارى وأخذ الغنائم، ولم يكن أحد قبله من الأنبياء يأكل مغنما من عدو له.
12677 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد، قال: ثني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله (ص): نصرت بالرعب وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت جوامع الكلم، وأحلت لي المغانم ولم تحل لنبي كان قبلي، وأعطيت الشفاعة، خمس لم يؤتهن نبي كان قبلي. قال محمد: فقال: ما كان لنبي أي قبلك أن يكون له أسرى... إلى قوله: لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم أي من الأسارى والمغانم. عذاب عظيم: أي لولا أنه سبق مني أن لا أعذب إلا بعد النهي ولم أكن نهيتكم لعذبتكم فيما صنعتم، ثم أحلها له ولهم رحمة ونعمة وعائدة من الرحمن الرحيم.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قد بيناه قبل، وذلك أن قوله:
لولا كتاب من الله سبق خبر عام غير محصور على معنى دون معنى. وكل هذه المعاني التي ذكرتها عمن ذكرت مما قد سبق في كتاب الله أنه لا يؤاخذ بشئ منها هذه الأمة، وذلك ما عملوا من عمل بجهالة، وإحلال الغنيمة والمغفرة لأهل بدر، وكل ذلك مما كتب لهم.
وإذ كان ذلك كذلك فلا وجه لان يخص من ذلك معنى دون معنى، وقد عم الله الخبر بكل ذلك بغير دلالة توجب صحة القول بخصوصه.
12678 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: لم يكن من