عامر، قال: لم يبق في الناس اليوم من المؤلفة قلوبهم، إنما كانوا على عهد رسول الله (ص).
13107 - حدثنا القاسم، قال ثنا الحسين، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا عبد الرحمن بن يحي، عن حبان بن أبي جبلة، قال: قال عمر بن الخطاب رضي رضي الله عنه تعالى عنه: وأتاه عيينة بن حصن الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، أي: ليس اليوم مؤلفة.
* - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا مبارك، عن الحسن، قال: ليس اليوم مؤلفة.
13108 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عامر، قال:
إنما كانت المؤلفة قلوبهم على عهد النبي (ص)، فلما ولي أبو بكر رحمة الله تعالى عليه انقطعت الرشا.
وقال آخرون: المؤلفة قلوبهم في كل زمان، وحقهم في الصدقات. ذكر من قال ذلك:
13109 - حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: في الناس اليوم المؤلفة قلوبهم.
* - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر، مثله.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي: أن الله جعل الصدقة في معنيين:
أحدهما سد خلة المسلمين، والآخر معونة الاسلام وتقويته فما كان في معونة الاسلام وتقوية أسبابه فإنه يعطاه الغني والفقير، لأنه لا يعطاه من يعطاه بالحاجة منه إليه وإنما يعطاه معونة للدين، وذلك كما يعطي الذي يعطاه بالجهاد في سبيل الله، فإنه يعطي ذلك غنيا كان أو فقيرا للغزو لا لسد خلته. وكذلك المؤلفة قلوبهم يعطون ذلك وإن كانوا أغنياء، استصلاحا بإعطائهموه أمر الاسلام وطلب تقويته وتأييده. وقد أعطى النبي (ص) من أعطى من المؤلفة قلوبهم، بعد أن فتح الله عليه الفتوح وفشا الاسلام وعز أهله، فلا حجة لمحتج بأن يقول: لا يتألف اليوم على الاسلام أحد لامتناع أهله بكثرة العدد ممن أرادهم وقد أعطى النبي (ص) من أعطى منهم في الحال التي وصفت.
وأما قوله: وفي الرقاب فإن أهل التأويل اختلفوا في معناه، فقال بعضهم، وهم الجمهور الأعظم: هم المكاتبون، يعطون منها في فك رقابهم. ذكر من قال ذلك: